للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلاة" (١). وكأنَّ السر في ذلك أن الجماعة لا تتأكد في حق المسافر لوجود مشقة السفر، وقد جاء عن بعض الصحابة قَصْر (٢) التضعيف إلى خمس وعشرين على التجميع في المسجد الجامع، مع تقرير التفضل (٣) في غيره، فروى سعيد بن منصور بإسناد حسن، عن أوس المعافري (٤) أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص: أرأيت من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى في بيته؟ قال: حسن جميل. قال (٥): فإن صلى في مسجد عشيرته؟ قال: خمس عشرة صلاة. قال: فإن مشى إلى مسجد جماعة فصلى فيه؟ قال: خمس وعشرون (٦). واعلم أن رواية الصحيحين: "تضعف على صلاته". قال البرماوي: يحتمل أن تضعف الصلاة فتصير ثنتين، ثم تضعف الاثنان أربعة، ثم الأربعة ثمانية، ثم الثمانية ستة عشر، وهكذا إلى أن تنتهي إلى خمسة وعشرين ضعفًا، وذلك شيء كثير من فضل الله. قال: وحمله على هذا أجود.

(وَذَلِكَ بِأَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ) ظاهر في أن الأمور المذكورة علة للتضعيف المذكور إذ (٧) التقدير: وذلك لأن أحدكم، ويدل عليه أن


(١) "صحيح ابن حبان" (٢٠٥٥) نحوه. وصححه الحاكم ١/ ٢٠٨ على شرط الشيخين.
والحديث في "سنن أبي داود" (٥٦٠)، وهو الحديث التالي بعد الذي نحن بصدده.
(٢) في (س): قصة.
(٣) في (س، م): الفضل.
(٤) في (ص): المعامري.
(٥) من (م).
(٦) حسنه الحافظ في "الفتح" ٢/ ١٣٥.
(٧) في (م): إذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>