للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالقرب منه فيما بينه، وبين السترة، وعبَّر باليدين؛ لأن أكثر الشغل يقع بهما (فليدفع) لفظة البخاري: "فليدفعه" (١) (في نحره) كذا في مسلم (٢) ولفظ الإسماعيلي (فإن أبى) "فليجعل يده في صدره، وليدفعه". والنحر موضع القلادة من الصدر، جمعه نحور مثل فلس وفلوس، ويطلق النَّحر على الصدر (فإن أبى) أن يرد عن المرور (فليقاتله) قيل: المراد بالمقاتلة قوة المنع من المرور من غير أن ينتهي في دفعه إلى عمل ينافي الصلاة (فإنما هو شيطان) "هو" ضمير الشأن، وشرطه أن يكون مبتدأ في الحال، كقوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٣)، وكقوله هنا (هو شيطان) أو هو مبتدأ في الأصل، كقوله تعالى: {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا} (٤) وفائدة ضمير الشأن الإعلام من أول الأمر بأن ما بعده خبر لا تابع، ولهذا سمي فصلًا؛ لأنه فصل بين الخبر والتابع (٥)، والشيطان هو الشأن الذي تقدم ضميره عليه؛ لأنه هو الحامل له على المرور لا غيره من الآدميين، ولهذا قدم الضمير ليفيد الاختصاص أو الحصر عند بعضهم إذ الحصر إثبات (٦) المذكور، ونفي ما عداه (٧) فأثبت أن الشيطان حمله على ذلك، ونفى [أنَّ غيره] (٨) لم يحمله،


(١) من "السنن".
(٢) "صحيح مسلم" (٥٠٥/ ٢٥٩).
(٣) انظر: "مغني اللبيب" ص ٦٤١.
(٤) البقرة: ٥.
(٥) المزمل: ٢٠.
(٦) في (ص): إتيان.
(٧) في (ص): مجراه.
(٨) في (ص): غيره أن.

<<  <  ج: ص:  >  >>