للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثم قال: وجهت وجهي) أي: قصدت بعبادتي. وقيل: أقبلت (١) بوجهي اللذي فطر) خلق من (٢) غير مثال سابق أو ابتدأ خلقي على غير مثال سابق خلق (السماوات والأرض) وجمع السما وات دون الأرض، وإن كانت سبعًا أيضًا؛ لأن السماء أشرف، وقال القاضي أبو الطيب: لأنا لا ننتفع من الأرض إلا بالطبقة الأولى بخلاف السماء فإن الشمس والقمر والكواكب موزعة عليها (حنيفًا) منصوب على الحال، الحنيف يطلق على المائل والمستقيم، فعلى الأول يكون المراد المائل إلى الحق، والحنيف أيضًا عند العرب من كان على ملة إبراهيم عليه السلام (مسلمًا) (٣) بعد قوله: حنيفًا ليست في رواية مسلم (٤) أيضًا بل رواها ابن حبان في "صحيحه" (٥) (وما أنا من المشركين) بيان للحنيف وإيضاح لمعناه (إن صلاتي ونسكي) النسك العبادة لله استحقاقًا وملكًا، وهذا من ذكر العام بعد الخاص (ومحياي ومماتي) أي: حياتي وموتي، كما قال للأنصار: "المحيا محياكم والممات مماتكم" (٦). والجمهور على فتح الياء الآخرة في محياي، وأصلها الفتح؛ لأنها حرف مضمر، فهي كالكاف في رأيتك والتاء في قمت، وقرئ بإسكان الياء كما تسكن في أبي، ونحوه، وجاز ذلك وإن كان قبلها ساكن؛


(١) في (ص، س، ل): أقبل.
(٢) في (م): على.
(٣) تكررت في (ص، س، ل).
(٤) "صحيح مسلم" (٧٧١) (٢٠١).
(٥) "صحيح ابن حبان" (١٧٧١).
(٦) أخرجه مسلم في "صحيحه" (١٧٨٠) (٨٤) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>