للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن دقيق العيد (١): ولعله استدل على أصل القول بحركة الفم كما استدل غيره على القراءة باضطراب لحيته (٢)، نقل ابن بطال (٣) عن الشافعي أن سبب هذِه السكتة للإمام أن يقرأ المأموم فيها الفاتحة. وهذا النقل غير معروف عن الشافعي، وفي "الإحياء" (٤) أن المأموم يقرأ الفاتحة إذا اشتغل الإمام بدعاء الاستفتاح، وخولف (٥) في ذلك، بل أطلق المتولي وغيره كراهة تقديم المأموم قراءة الفاتحة عن الإمام، وفي وجه إن قرأها (٦) قبله بطلت صلاته [ووافق الغزالي على قراءة الفاتحة في هذِه السكتة الفارقيُّ وابن أبي عصرون] (٧).

(أخبرني ما تقول) في سكوتك؛ فيه: استعمال المجاز بتسمية الكلام السر سكوتًا، وفيه سؤال العلماء عما يحدث وعما يشاهدوه من أفعالهم، ولم يتضح لهم أمره، وفيه ملاحظة العاملين في تعبداتهم (٨) ليقتدوا بهم فيها، فإن العلماء ورثة الأنبياء.

(قال) أقول (اللهم) فيه تقديم اللهم في الدعاء حتى قال بعضهم: إنها أبلغ من يا الله، وقيل: إنها إياها ثم حذف منها وعوض.


(١) انظر: "فتح الباري" ٢/ ٢٢٩.
(٢) انظر ما رواه البخاري (٧٤٦).
(٣) "شرح صحيح البخاري" ٢/ ٢٦١.
(٤) "إحياء علوم الدين" ١/ ١٧٦.
(٥) في (ص): حولق.
(٦) في (ص، س): فرغها.
(٧) جاءت هذه العبارة في (م) بعد قوله: الاستفتاح.
(٨) في (ص): قعيداتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>