للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(باعد بيني وبين) قال الكرماني (١): كرر لفظ بين (٢)؛ لأن العطف على الضمير المجرور يعاد فيه الخافض سواء جرًّا بالحرف أو الإضافة.

(خطاياي) بفتح الياء على الأفصح، كما تقدم في محياي ومماتي.

(كما باعدت بين المشرق والمغرب) فيه مجازان الأول: استعمال المباعدة التي هي في الأصل من العوارض التي تعرض في الزمان والمكان للأجسام، ثم استعملها في المعاني.

المجاز الثاني: استعمال المباعدة في الإزالة بالكلية مع أن أصلها لا يقتضي (٣) الزوال أو في معنى الانتفاء الكلي، كما في قوله تعالى: {تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} (٤) إذ (٥) المراد التبري منه (٦) بالكلية، يعني: من الخطايا الصادرة منه والعصمة (٧) منها في المستقبل، وموضع التشبيه أن التقاء (٨) المشرق والمغرب مستحيل، فكأنه أراد أن لا يقع له منها اقتراب كما لا (٩) يقع بين المشرق والمغرب بالكلية.

(اللهم أنقني) بفتح الهمزة وكسر القاف، ورواية البخاري (١٠) وغيره: "نقني". بتشديد القاف، وهو مما يتعدى بالهمزة والتضعيف كقوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ


(١) "شرح البخاري" للكرماني ٤/ ١١٢.
(٢) زاد في (ص): بين هام.
(٣) في (م): ينتفي.
(٤) آل عمران: ٣٠.
(٥) في (م): إذا.
(٦) من (س، ل، م).
(٧) في (ص): العصمية.
(٨) من (س، ل، م).
(٩) سقط من (س، م).
(١٠) "صحيح البخاري" (٧٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>