للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجمع بين النقاء والغسل وإن كان كل واحد منهما كافيًا في المقصود (١) تأكيدًا ومبالغة كما في قوله تعالى: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} (٢) والمراد: الارتقاء في أرفع الدرجات في الثلاث من ذلك فلذلك طلب أولًا ما يليق بالعبودية، وهو المباعدة من الخطايا، ثم ترقى وطلب التنقية من الدنس، ثم طلب ما هو الأبلغ وهو الغسل، ولهذا أكده بقوله: (بالماء والثلج والبرد).

وورد في مسلم (٣) زيادة وصف الماء بالبرودة، وكأنه جعل الخطايا بمنزلة جهنم لكونها منتشئة (٤) عنها، فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل، وبالغ فيه باستعمال المبردات.

قال التوربشتي (٥): خص هذِه الثلاثة بالذكر لأنها مُنَزَّلة من السماء (٦).

وقد استدل بالحديث على مشروعية الدعاء بين التكبير والقراءة خلافًا للمشهور عن مالك، ونقل الساجي عن الشافعي استحباب الجمع بين التوجه (٧) والتسبيح وهو اختيار ابن خزيمة وجماعة من الشافعية، واستدل به على جواز الدعاء في الصلاة بما ليس في القرآن خلافًا


(١) زاد في (ص): و.
(٢) البقرة: ٢٨٦.
(٣) "صحيح مسلم" (٤٧٦) (٢٠٤) من حديث ابن أبي أوفى.
(٤) في (م): مسببة.
(٥) في (ص): الثوري. وفي (س): النووي.
(٦) انظر: "فتح الباري" ٢/ ٢٣٠.
(٧) في "فتح الباري": التوجيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>