للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: بدل ذاك، ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠)} (١) أي: بدلكم ملائكة، قال: ويجوز أن تكون "من" على أصل معناها أي الابتداء والغاية وتتعلق إما بينفع أو بالجد، والمعنى أن المجدود لا ينفعه منك الجد الذي منحته (٢) وإنما ينفعه أن تمنحه التوفيق (٣). قال الجوهري والأزهري: "منك" هنا بمعنى عندك (٤) يعني كقوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (٥). قاله أبو عبيدة (٦).

(قال بشر) بن بكر التنيسي في روايته (ربنا لك الحمد) بحذف الواو (ولم يقل محمود) بن خالد (اللهم) بل (قال: ربنا ولك الحمد) قال الشافعي في "الأم": رواية "ربنا ولك الحمد" أحب إلي (٧)، وزاد النووي في "تحقيقه": حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه (٨)، وهو في "صحيح البخاري" (٩) ولم يذكره الجمهور. [رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد قال: "ربنا لك الحمد"، ولم يقل: "ولا معطي لما منعت" أيضًا. قال


(١) الزخرف: ٦٠.
(٢) في (ص، س، ل، م): ينجيه. والمثبت من "الفائق".
(٣) "الفائق" ١/ ١٩٣.
(٤) "الصحاح في اللغة" (جدد).
(٥) آل عمران: ١٠.
(٦) "مجاز القرآن" ١/ ١٧.
(٧) "الأم" ١/ ٢١٦.
(٨) انظر: "المجموع" ٣/ ٤٢٠.
(٩) "صحيح البخاري" (٧٩٩) من حديث رفاعة بن رافع الزرقي مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>