للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"الصحيح" بتاء مثناة فوق بعد الباء الموحدة (١)؛ ولهذا بَوَّب البخاري على هذا الحديث: باب لا يفترش ذراعيه في السجود، ولم يذكر هذِه الرِّواية، بل رواية: "لا يبسط" (٢) (٣)، وهذِه إحدى الروايات الثلاث، وفيه روايتان أخريان: إحداهما: "ينبسط" بتقديم النون على الباء الموحدة (٤)، ورواية ثالثة: يبسط بموحدة ساكنة فقط وعليها (٥) اقتصر صاحب "العمدة" (٦) قلت: ويحتمل أن [يكون افتعل هنا] (٧) بمعنى فعل المجرد أي: لا يفرش أحدكم ذراعيه ويبسطهما على الأرض أي: لا يجعل يديه على الأرض كالفراش والبساط.

قال القرطبي: ولا شك في كراهة هذِه الهيئة (٨)، ولا في استحباب نقيضها، وهو التجنيح الوارد في فعله - صلى الله عليه وسلم -، وهو التفريج والتخوية، والحكمة في كراهة هذِه الهيئة واستحباب نقيضها التخوية، أن التخوية يعتمد فيها على يديه فيخف اعتماده على وجهه الذي هو أشرف الأعضاء، ولا يتأذى بملاقاة الأرض، فيحصل له التشويش في صلاته، بخلاف ما إذا بسط يديه فإنَّه يكون اعتماده على وجهه،


(١) هذه رواية الحموي لـ "صحيح البخاري"، انظر: "فتح الباري" ٢/ ٣٠٢.
(٢) في (س، م): يتبسط.
(٣) "صحيح البخاري" (٨٢٢).
(٤) هذه رواية ابن عساكر لـ "صحيح البخاري"، انظر: "فتح الباري" ٢/ ٣٠٢.
(٥) هذه رواية الأكثرين لـ "صحيح البخاري"، انظر: "فتح الباري" ٢/ ٣٠٢.
(٦) في (م): عليهما.
(٧) في (ص): أفعل هذا. وفي (س): افتعل هذا.
(٨) في (م): الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>