للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان نذره فمنعه قومه وترافعوا إلى الكاهن، فلما بعث الله سبحانه رسوله أرسلت الشهب على الجن فلم يتمكنوا مما كانوا يتمكنون منه، فارتفعت الكهانة لئلا يجر ذلك [إلى تغير] (١) الشرع، لكنها وإن انقطعت فبقي قوم يتشبهون بالكهان، فنهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن إتيانهم؛ لأنهم كذبة مُمَخْرِقُون مبطلون ضالون مضلون، فيحرم إتيانهم واستماع كلامهم، وقد كثر هذا النوع في نساء الأندلس [وكثير من رجال غير الأندلس] (٢) فليحذروا (٣).

قال الماوردي في "الأحكام السلطانية": يمنع المحتسب الناس من التكسب بالكهانة واللهو، وبؤدب (٤) عليه الآخذ والمعطي (٥).

[(قال: قلت: ومنا رجال يتطيرون) يتعلقون من الطيرة مصدر طار يطير طيرة وطيرانًا والتطير التشاؤم بالشيء وأصله: أن العرب كانوا إذا خرج الواحد منهم في حاجته نظر إلى أول طائر يراه فإن طار عن يمينه تشاءم به وامتنع عن المضيّ في تلك الحاجة وإن طار عن يساره تيمَّن به ومضى في حاجته وأصل هذا أن الرامي للطير إنما يصيب ما كان عن يساره ويخيبه ما كان عن يمينه فسمي التشاؤم تطيّرًا من ذلك] (٦).

(قَال: ذَاكَ شَيءٌ يَجِدُونَهُ) بالياء المثناة تحت (فِي صُدُورِهِمْ) أي: في نفوسهم ضرورة (فَلَا يَصُدُّهُمْ) ذلك عن حاجتهم، رواية ابن حبان: "ذاك


(١) في (ص): تغيير.
(٢) زيادة من "المفهم" أضفناها لتتناسب مع الضمير.
(٣) "المفهم" ٢/ ١٣٩ - ١٤٠.
(٤) في (م): بوب.
(٥) "الأحكام السلطانية" ٢/ ٢٧.
(٦) من (س، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>