للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(هُوَ السَّلَامُ) قال الكرماني: حاصله أنه - صلى الله عليه وسلم - أنكر التسليم على الله تعالى، فإن كل سلام ورحمة هو منه وله وهو [مالكهما ومعطيهما] (١) (٢).

قال الخطابي: المراد أن الله تعالى هو ذو السلام (٣) فلا تقولوا: السلام على الله. فإن السلام منه بدأ وإليه يعود، ومرجع الأمر في إضافته إليه أنه ذو السلام من كل اَفة وعيب، ويحتمل أن يكون مرجعها إلى حظ العبد فيما يطلبه من السلامة من الآفات والمهالك (٤) (ولكن إِذَا جَلَسَ) أَحَدُكُمْ للتشهد (فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ) جمع تحية (لله) وهي الملك الحقيقي التام، وقيل: العظمة الكاملة، وقيل: السلامة من جميع النقائص. وقيل: التحية السلام؛ لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} (٥) أي: سُلِّم عليكم. ويجوز أن يكون [لفظ التحية] (٦) مشتركًا بين هذِه المعاني اشتراكًا معنويًّا كما أشار إليه المحب الطبري قال: وكونها بمعنى السلام أنسب (٧). وقال غيره: إنما (٨) جمعت لأن كل ملك من ملوك الجاهلية وملوك الفرس وملوك الإسلام وغيرهم من ملوك الأرض له تحية يحيا بها، فأمرنا أن نقول: إن الكل مستحق لله


(١) في (س، ل): مالكها ومعطيها.
(٢) "شرح البخاري" للكرماني ٥/ ١٨١ - ١٨٢.
(٣) في (م): السلامة.
(٤) "أعلام الحديث" ١/ ٥٤٨، ٥٤٩.
(٥) النساء: ٨٦.
(٦) من (ل).
(٧) "فتح الباري" ٢/ ٣٦٥.
(٨) في (ص، س): إنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>