للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاستند إليها (١) فالجذع الغصن الكبير من الشجرة الذي له قوة واستمساك يقرب من الخشبة، ولا يقال له جذع حتى يكون لها ساق غيره، كذلك قال الأزهري (٢) وغيره (٣).

(فوضع يده عليها إحداهما على الأخرى) أي: وضع يده اليمنى على اليسرى كما للبخاري في باب تشبيك الأصابع في المسجد (٤). قال ابن أبي جمرة: فيه دليل على جواز وضع اليدين بعضها على بعض (٥). انتهى.

وفيه إكرام اليد اليمنى وتفضلها على اليسرى؛ لأنه جعلها عليا (٦) واليسرى السفلى.

(فعرف في وجهه الغضب) يؤخذ منه كثرة اهتمام الصحابة بجميع أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - ولولا كثرة اشتغالهم به لما كانوا ينظرون إلى مثل هذا وغيره، وفيه دليل (٧) على (٨) معرف الأشياء بالقرائن وأنها تفيد المعرفة؛ لأنهم رأوا صفة تشبه الغضب، وقد لا يكون في الحقيقة غضبان، بل يكون مشتغل الفكر بشيء آخر.

(ثم خرج سرعان) قال القاضي عياض: رويناه بفتح السين والراء من


(١) "صحيح مسلم" (٥٧٣) (٩٧).
(٢) قال الأزهري: الجذع: جذع النخلة، ولا يتبين لها جذع حتى يتبين لها ساق. انظر: "تهذيب اللغة" مادة: جذع.
(٣) من (ل، م).
(٤) "صحيح البخاري" (٤٨٢).
(٥) "بهجة النفوس" ١/ ١٩٥.
(٦) في (ص): عليها.
(٧) سقط من (س، ل، م).
(٨) بياض في (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>