للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعمران بن حصين وغيرهما "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سجد بعد التسليم" (١).

وقد تقدمت المسألة ومن أحسن ما فيها ما قاله الحافظ أبو بكر البيهقي: روينا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ أنه سجد للسهو قبل السلام، [وأنه أمر بذلك قبل السلام] (٢) وروينا أنه سجد بعد السلام وأنه أمر به بعد السلام وكلاهما صحيحان وله شواهد يطول بذكرها الكلام، وفي ألفاظها منع تأويل أحدهما والأخذ بالآخر.

فالأشبه بالصواب جواز الأمرين جميعًا، وإلى هذا ذهب كثير من أصحابنا. قال: وهو فيما حكاه لي الشيخ أبو الفتح (٣) أيده الله تعالى عن صاحب "التقريب" رحمه الله [وحمله الشافعي رحمه الله] (٤) في كتابه القديم على نسخ السجود بعد السلام بالسجود قبل السلام، وحكاه عن الزهري، واستدل عليه (٥) برواية ابن بحينة ومعاوية وهما من متأخري الصحابة، قال: ومن أصحابنا من فعل في كل حادثة رويت ما روي فيها، والله أعلم (٦).

* * *


(١) تقدم تخريجه.
(٢) سقط من (م).
(٣) هو الحافظ أبو الفتح محمد بن محمد بن فارس بن سهل البغدادي توفي سنة ٤١٦ هـ. انظر ترجمته في "طبقات الحفاظ" ص (٤١٢).
(٤) من (ل، م).
(٥) في (ص، س) به.
(٦) "مختصر خلافيات البيهقي" ٢/ ١٩١ - ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>