للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال: لما استوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: استقر (يوم الجمعة) يعني: على المنبر (قال: أجلسوا) يحتمل أنه لما استقر قائمًا مستويًا على المنبر قاموا له إعظامًا فقال لهم (١): اجلسوا لا تفعلوا كما تفعل الأعاجم. ويدل على قيامهم رواية الترمذي عن ابن مسعود قال (٢): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا (٣). لكنه ضعيف.

(فسمع ذلك عبد الله بن مسعود) وكان آتيًا إلى المسجد، أو كان قد قام مع من قام (فجلس) مع من جلس (على) المكان الذي كان فيه عند (باب المسجد) [فتكون (على) بمعنى (عند) كقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} (٤)] (٥) والإتيان بفاء التعقيب يدل على المبادرة إلى الجلوس.

وفيه أن فعل الأمر يدل على الفور، فلهذا لا يؤخر الجلوس إلى أن ينتهي في مشيه إلى أن يدنو من الخطيب، بل يجلس في المكان الذي سمعه فيه.

(فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) لما جلس, لأنه كان تجاهه كما تقدم.

(فقال) بعد أن شرع في الخطبة عقب أمرهم بالجلوس (تعال) بفتح


(١) من (م).
(٢) من (م).
(٣) "سنن الترمذي" (٥٠٩). قال أبو عيسى: لا يصح في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء. وقال الدارقطني في "العلل" (٧٧٤): لا يصح.
(٤) الرعد: ٦.
(٥) سقط من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>