للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عيد على راحلته (١). وهذا يدل على أنه لم يكن في زمانه - صلى الله عليه وسلم - منبر، ويدل على ذلك قول أبي سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان (٢).

ومقتضى ذلك أن أول من اتخذه مروان، ووقع في "المدونة" (٣) (٤) لمالك، ورواه ابن أبي شيبة، عن أبي غسان، عنه قال: أول من خطب الناس بالمصلى على منبر عثمان بن عفان، كلمهم على منبر من طين بناه كثير بن الصلت (٥). وهذا معضل.

ويحتمل أن يكون عثمان فعل ذلك مرة، ثم تركه حتى (٦) أعاده مروان ولم يطلع على ذلك أبو سعيد، وإنما اختص كثير بن الصلت ببناء المنبر بالمصلى؛ لأن داره كانت مجاورة المصلى لحديث ابن عباس (٧).

وإنما بنى كثير بن الصلت داره بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بمدة، لكنها لما صارت شهرة في تلك البقعة وصف المصلى بمجاورتها، وإذا تعذر (٨) هذا فيحمل (نزل) (٩) في هذا الحديث على أن الراوي ضمن النزول معنى الانتقال (١٠)؛ لاجتماعهما في الحركة.


(١) في الأصول الخطية: رجليه. والمثبت من "صحيح ابن خزيمة" (١٤٤٥).
(٢) "صحيح البخاري" (٩٥٦).
(٣) في (م): المدينة.
(٤) "المدونة" ١/ ٢٤٤.
(٥) "تاريخ المدينة" ١/ ١٣٥.
(٦) في (م): ثم.
(٧) أخرجه البخاري (٨٦٣، ٩٧٧، ٧٣٢٥).
(٨) في (ل، م): تقرر.
(٩) في (م): ترك.
(١٠) في (م): الارتقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>