للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متعلق بمحذوف، يدل عليه معنى الكلام، والتقدير لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد تعاهدًا (١) على شيء من النوافل] (٢) كما هو أشد تعاهدًا على ركعتي الفجر، والمفضل (٣) والمفضل عليه بصيغة أشد معاهدة واحد باعتبارين، أي أنه - صلى الله عليه وسلم - كان شديد المعاهدة على النوافل ومنها ركعتا الفجر، إلا أن شدة تعاهده على ركعتي الفجر يزيد على شدة تعاهده على غيرها من النوافل.

فإن قيل: التركيب في هذا الحديث لا يشعر بذلك، بل الذي فيه نفي [أشدية تعاهد غيرها] (٤) عليها، ووراءه أمران أشد منه على ركعتي الصبح والمساواة بينهما، والجواب هنا أن أفعل (٥) التفضيل بمعنى الفعل كما قدر أهل العربية ذلك في مسألة الكحل؛ إذ قالوا في نحو: ما رأيت رجلًا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد، أن معنى أحسن يحسن كحسنه، فإن جاء التفضيل على بابه لم يحصل المقصود؛ لأنه لا يلزم من نفي أحسنية الكحل في غير عين زيد أن يكون كحل عين زيد أحسن، بل وراءه ذلك والمساواة، تقدير ذلك هنا أن يقال: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يشتد تعاهده على شيء من النوافل كما يشتد تعاهده على ركعتي الفجر، فحصل التفضيل بهذِه الطريق.


(١) سقط من (م).
(٢) من (ل، م).
(٣) من (م).
(٤) في (م): شدة تعاهده على غيرها.
(٥) في (م): فعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>