للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى السآمة والملل، قال الشاعر:

وإنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق

(فإذا أعيت) أي: تعبت وشقت عليها الصلاة (فلتجلس) لتستريح، وفيه الرفق في العبادة والاستعانة بالجلوس؛ للنشاط في العبادة، والاقتصار في العبادة على ما يطيقه الإنسان ويمكنه الدوام عليه، وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك مثلًا بقوله: "استعينوا بالغدوة والروحة" (١)؛ لأن المسافر إذا سار (٢) بالليل والنهار دائمًا عجز وانقطع عن مقصوده، فإذا نزل المسافر أول الليل، ووقت القيلولة والأوقات المعتادة للنزول استعان بذلك على السير في غداة أول النهار، والرواح (٣) آخر النهار، ووقت الدلجة آخر الليل، وسار في هذِه الأوقات بنشاط.

(قال زياد) بن أيوب في روايته، دون هارون (فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما هذا الحبل؟ قالوا: لزينب) بنت جحش الأسدية، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم، وهي التي أنزل الله تعالى فيها [{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} (٤) ماتت سنة عشرين.

(تصلي) فيه جواز تنفل المرأة في المسجد؛ لأنها كانت تصليها فيه، فلم ينكر عليها صلاتها، بل أنكر الحبل (فإذا كسلت) بكسر السين، أي:


(١) "صحيح البخاري" (٣٩)، والنسائي ٨/ ١٢١.
(٢) في (ص، س): سافر.
(٣) في (م): الغداة.
(٤) الأحزاب: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>