للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (١) (فسمعهم يجهرون) أصواتهم. زاد الطبراني في "الأوسط" ولفظه: أنه اطلع في بيت والناس يصلون يجهرون (٢) (بالقراءة) ظاهره أنهم جهروا عليه - صلى الله عليه وسلم - وهو في معتكفه فلم يصرح لهم بأنهم شوشوا عليه، بل عرض لهم بلفظ يحصل به (٣) المقصود، وهذا من مكارم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم -.

(فكشف الستر) وفيه دليل على إسبال الستور على الحجرة التي يعتكف فيها.

(وقال: ألا) بتخفيف اللام لاستفتاح الكلام (إن كلكم) أي كل قارئ ومصل (مناجٍ ربه) (٤) فليجتهد في رفع الخواطر الشيطانية والوساوس الشهوانية والأفكار الدنياوية عن نفسه مهما أمكنه، لتصفو له لذة المناجاة في الصلاة والتلاوة خارجها، واعلم أن من انطوى باطنه على حب الدنيا الذي هو منبع كل فساد، حتى مال إلى شيء منها فلا يطمعن أن (٥) تصفو له مناجاة مع الله تعالى، ومن فرح بالدنيا لا يفرح بمناجاة الله.

فلا يؤذين) بتشديد نون التوكيد (بعضكم بعضًا)، ورواية الطبراني: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه" (٦). فليشتغل بمناجاة الله


(١) البقرة: ١٨٧.
(٢) "المعجم الأوسط" (٤٦٢٠)، وفيه: أنه اطلع من بيته.
(٣) في (س، ل، م): منه.
(٤) من (س، ل، م).
(٥) في (م): إلى شيء.
(٦) "المعجم الأوسط" (٤٦٢٠)، وفيه: أنه اطلع من بيته. .

<<  <  ج: ص:  >  >>