للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قالت: لا) قيل: سبب عدم تخصيصه - صلى الله عليه وسلم - يومًا من الأيام أو ليلة من الليالي بعمل من صلاة أو قراءة أو صيام أو غير ذلك من الأعمال خوفًا من المبالغة في تعظيمه بحيث يفتتن (١) به كما افتتن قوم بالسبت (٢) وقيل: لئلا يعتقد وجوبه، وقيل: لئلا يؤدي تخصيص ذلك الإقبال عليه وترك غيره من الأعمال (كل عمله كان ديمةً) بكسر الدال وإسكان الياء، أي يدوم عليه ولا يقطعه، ومنه سمي المطر المتوالي ديمةً إذا كان دائمًا مع سكون فشبهت عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر، وأصله الواو فانقلبت بالكسرة قبلها، وفي حديث حذيفة في ذكر الفتن: "أنها لآتيتكم ديمًا". أي أنها تملأ الأرض في دوام، فالديم جمع ديمة (٣).

(وأيكم يستطيع ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستطيع) من العمل، ومن تتبع أحواله - صلى الله عليه وسلم - في تهجداته وتعبداته ومواصلته على الصيام، وما خصه الله تعالى مع ذلك من القوة والأعمال الشاقة لشاهد العجب العجاب مما يذهل ذوي الألباب، لكنه كان - صلى الله عليه وسلم - يترك كثيرًا من الأعمال خشية أن يعمل به فيفرض عليهم.

[والله - سبحانه وتعالى - أعلم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبيه الكريم.

يتلوه: باب تفريع شهر رمضان.


(١) في (ص): يفتن.
(٢) في (ص): افتن بيوم السبت.
(٣) "النهاية" (ديم).

<<  <  ج: ص:  >  >>