للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سره، كأنه من وراء معرفته ومعرفة الناس، وخصَّ حالة الغيبة بالذكر للبعد عن الرياء والأغراض (١) الفاسدة أو المنقصة للأجر؛ فإنه في حال الغيبة يتمحض الإخلاص، ويصح قصد وجه الله تعالى بذلك فتوافقه الملائكة و [جاءته البشارة] (٢) على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن له مثل ما دعا لأخيه، والأخوة هنا الأخوة الدينية، وقد تكون معها صداقة ومعرفة وقد لا تكون، وقد يتعين المدعو له وقد لا يتعين، فإن الإنسان إذا دعا لإخوانه المسلمين حيث كانوا وأخلص في دعائه وصدق (قالت الملائكة) ولمسلم: "قال الملك الموكل به".

وتطلق الملائكة والمراد بها واحد كما في قوله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} (٣) قيل: هو جبريل، ويقال: هذا الملك غير الكاتبين، فإن في رواية لمسلم (٤) عن صفوان: قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده، ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم. [فقالت: فادع] (٥) لنا بخير؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، وعند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير (٦) قال الملك الموكل


(١) في (م): الآراء.
(٢) في (ر): جابه اللسان.
(٣) آل عمران: ٣٩.
(٤) "صحيح مسلم" (٢٧٣٣) (٨٨).
(٥) في (ر): ادع.
(٦) من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>