للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مالك - رضي الله عنه - يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز) هو ما يترك فعله مع عدم المقدرة (١) عليه (والكسل) ما يتركه وهو قادر على فعله، وإنما استعاذ منهما؛ لأنهما يمنعان العبد من أداء حقوق الله تعالى وحقوق نفسه وأهله وولده، وتضييع (٢) النظر في أمر معاده وأمر دنياه، وقد أمر المؤمن بالاجتهاد في العمل والإجمال في الطلب، وأن لا يكون كلًّا ولا عيالًا على غيره، ويحتمل أن يكون العجز على ظاهره من عدم القدرة، وقيل: هو ترك ما يجب فعله والتسويف به، ويحتمل أن يراد به عموم أعمال الدنيا والآخرة والكسل فترة تقع بالنفس تثبط (٣) العمل (والجبن والبخل) تقدما (والهرم) هو الكبر في السن (٤)، وفي الحديث: "إن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء إلا الهرم" (٥) جعل الهرم داءً تشبيهًا بالداء الذي يحصل في الضعف؛ لأن الموت يتعقبه كالأدواء (وأعوذ بك من عذاب القبر) من لم يوفق للجواب [يعذب إلى يوم القيامة] (٦).

(وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) يعني: الحياة والممات، والمحيا إما مصدر أو اسم زمان، والممات (٧) زمان الموت، وفتنة


(١) في (ر): العذر.
(٢) في (م): يضع.
(٣) غير واضحة في (م).
(٤) في (ر): النفس.
(٥) سيأتي تخريجه في باب: الرجل يتداوى.
(٦) في (م): يقال.
(٧) في (ر): الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>