للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي لا يرده ملك الدنيا بحذافيرها، وليس في شيء من هذِه الأحاديث ما يدل على أن الغنى أفضل من الفقر (١)، ولا أن الفقر (٢) أفضل من الغنى؛ لأن الغنى والفقر (٣) المذكورين هنا مذمومان باتفاق العقلاء (٤). وله موضع غير هذا.

[١٥٤٤] (حدثنا موسى بن إسماعيل) أبو سلمة التبوذكي (٥).

(حدثنا حماد) بن سلمة (أنا إسحاق بن عبد الله) بن أبي طلحة (عن سعيد بن يسار) بالمثناة تحت والمهملة أبو الحباب. (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر) المدقع (٦) أو فقر النفس كما تقدم (والقلة) بكسر القاف، أي: قلة المال التي يخشى منها قلة الصبر منه ومن عياله على الإقلال والسخط له وتسليط الشيطان عليه بوسوسته بذكر الأغنياء وما هم فيه، فنسأل الله السلامة، ويحتمل أن يراد بالقلة قلة (٧) الخير، وتطلق القلة على العدم فيقال: فلانٌ قليل الخير. أي: لا يكاد يفعله، وفي رواية النسائي: "تعوذوا (٨) بالله من الفقر ومن (٩) القلة" (١٠).

(والذلة) بكسر الذال، وقلة المال مع كثرة العيال محنة عظيمة، فإن الطبع إلى التوسع في الدنيا محب، و (١١) الولد يطلب (١٢) ما يشتهي،


(١) و (٢) و (٣) في (ر): الفقير.
(٤) "المفهم" ٧/ ٣٣ - ٣٤.
(٥) سقط من (ر).
(٦) في (ر): الموجع.
(٧) من (ر).
(٨) في (م): نعوذ.
(٩) سقط من (ر).
(١٠) "سنن النسائي" ٨/ ٢٦١.
(١١) في (ر): يحبه.
(١٢) في (ر): يطيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>