للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والزوجة تطلب سعة النفقة، والورع يمنع من التوسع {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} (١)، وكان الإمام أحمد قد (٢) امتنع أن يأخذ من بيت المال شيئًا وقنع بكراء حوانيت له كانت تغل في الشهر عشرين درهمًا أو أقل، وأخذ أولاده من الخليفة من بيت المال فهجرهم لذلك، وكانت أم ولده تعاتبه تقول له: أنا معك في ضيق وأولادك يفعلون ويصنعون، فيقول لها: قولي خيرًا. فخرج إليه (٣) صبي له (٤) صغير يبكي، قال: أي شيء تريد؟ قال (٥): زبيب. قال: اذهب فخذ من البقال حبة.

وأعلى الأحوال الرزق الكفاف، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم [كان يقول] (٦): "اللهم اجعل رزق آل (٧) محمد كفافًا" (٨)، وفي "صحيح ابن حبان" والبيهقي: "خير الذكر الخفي، وخير الرزق أو العيش ما يكفي" (٩). وقد فسر طائفة من المفسرين قوله تعالى: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (١٠)، قالوا: المراد رزق يوم بيوم، وفي


(١) الأحزاب: ١١.
(٢) سقط من (ر).
(٣) و (٤) سقط من (ر).
(٥) من (ر).
(٦) في (ر): قال.
(٧) من (ر).
(٨) رواه مسلم في "صحيحه" (١٠٥٥).
(٩) "صحيح ابن حبان" (٨٠٩)، و"شعب الإيمان" للبيهقي (٥٤٨) من حديث سعد بن أبي وقاص. ورواه أيضًا أحمد ١/ ١٧٢، ١٨٠، ١٨٧، وقد ضعفه الشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند" (١٤٧٧، ١٥٥٩، ١٦٢٣)، والألباني في "ضعيف الجامع" (٢٨٨٧).
(١٠) طه: ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>