للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث ابن الزبير: بعض الذي أبقى للأهل (١) والمال، يعني: إن الرجل إذا أصابته خطة ضيم يناله فيها ذل، فصبر عليها كان أبقى له ولماله، وإذا لم يصبر ومر فيها [طالبًا للعز عود] (٢) بنفسه وأهله وماله، وربما كان ذلك سببًا لهلاكه (٣)، والذل الذي يؤدي إلى انتقاص الآدمي واحتقاره، وقد كان السلف يكرهون أن يذلوا أنفسهم، وليس للمؤمن أن يذل نفسه.

قال الغزالي (٤): كالعالم إذا دخل عليه إسكاف فخلى له مجلسه وأجلسه، ثم تقدم وأسوى له نعله، وغدا إلى باب الدار خلفه، فقد تخاسس هذا وأذل نفسه.

قال (٥): وهذا غير محمود عند الله تعالى؛ بل التواضع المحمود عند الله هو العدل، وهو أن يعطي كل ذي حق حقه، فينبغي أن يتواضع بمثل هذا لأمثاله [ولمن تقرب منه درجة] (٦) فمن أحب التملق والتخاسس فقد خرج إلى طرق النقصان، فليرفع نفسه عن ذلك (٧).

[أعوذ بك من] (٨) أن أظلم) بفتح الهمزة وكسر اللام، يعني: (٩) أحدًا من المؤمنين، ويدخل فيه ظلم نفسه بمعصية الله تعالى (أو (١٠) أظلم) بضم الهمزة وفتح اللام، مبني لما لم يسم فاعله، وفيه الاستعاذة بالله تعالى من شر كل ظالم، وأصل الظلم وضع الشيء في


(١) في (م): للأهما.
(٢) في (م): طالب العلو عزيز.
(٣) في (م): لهلاك.
(٤) في (م): العالي.
(٥) سقط من (ر).
(٦) في (م): ولم يصد عنه وأحبه.
(٧) "إحياء علوم الدين" ٣/ ٣٦٨ - ٣٦٩. بأتم مما هنا.
(٨) سقط من (ر).
(٩) من (ر).
(١٠) في (ر): وأن.

<<  <  ج: ص:  >  >>