للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العطية (١) القليلة. قال: وهذا حث على المكارم بأوجز لفظ ويشهد له أحد التأويلين في قوله: "ما أبقت (٢) غنى" (٣) أي: ما حصل به للسائل غنى عن سؤاله، كمن أراد أن يتصدق بألف، فلو أعطاها لمائة إنسان لم يظهر عليهم الغنى بخلاف ما لو أعطاها لرجل واحد.

قال (٤): وهو أولى من حمل اليد على الجارحة؛ لأن ذلك لا (٥) يستمر [إذ فيمن] (٦) يأخذ من هو خير عند الله ممن يعطي، ولا يلزم من التفضل بالإعطاء أن يكون أفضل منه على الإطلاق (٧).

(فأعط) بفتح الهمزة (الفضل) أي: الفاضل عن نفسك وعن العيال.

(ولا تعجز) بفتح التاء وكسر الجيم، أي: ولا تعجز بعد عطيتك (عن) نفقة (نفسك) بأن تعطي مالك كله ثم تقعد تسأل الناس.

وقال ابن عباس في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} قال: العفو: ما يفضل عن نفسك وأهلك (٨).


(١) في (م): المعطية.
(٢) في (م): أتيت، وفي (ر): أثبت. والمثبت الصواب كما في مصادر التخريج.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٢/ ٤١ (١٠٦٩٣)، أحمد ٣/ ٤٣٤ (١٥٥٧٧) من حديث حكيم بن حزام، والطبراني في "الأوسط" ٩/ ١٠٣ (٩٢٥١) من حديث أبي هريرة، وفي "الكبير" ١٢/ ١٤٩ (١٢٧٢٦) من حديث ابن عباس. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٣٢٨٠).
(٤) من (م).
(٥) سقط من (م).
(٦) في (ر): أدنى من.
(٧) "فتح الباري" ٣/ ٣٥٠.
(٨) انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٣٣٧ [البقرة: ٢١٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>