للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله ... وأنك لم ترصد كما كان أرصدا (١)

فعلى القول الأول الزاد ما ينتفعون به ويكفون وجوههم عن السؤال وأنفسهم عن الظلم، قال المفسرون: التقوى ها هنا الكعك والزيت والسويق والتمر والزبيب وما شاكله من المطعومات (٢)، وقيل: المعنى: تزودوا الرفيق الصالح.

قال الرازي: احتمل قوله: {وَتَزَوَّدُوا} زاد الطعام وزاد التقوى (٣). فوجب الحمل عليهما إذا (٤) لم يقم دلالة على تخصيص أحد الأمرين، قال الرازي: وهذا يدل على بطلان مذهب أهل التصوف الذين يسافرون بغير زاد، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - حين سئل عن الاستطاعة فقال: "هي الزاد والراحلة" (٥) انتهى، ورد عليه بأن الكاملين في باب التوكل لا يطعن عليهم إن سافروا بغير زاد؛ لأنه صح: "لو توكلتم على الله حق توكله


(١) البيتان من الطويل، وهما للأعشى ميمون بن قيس من قصيدة يمدح بها النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: "المعرفة والتاريخ" ٣/ ٢٠٢، "معجم الشعراء" ١/ ٤٠١، "تاريخ دمشق" ٦١/ ٣٣٣.
(٢) من (م).
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ١٥٧.
(٤) في (م): إذ.
(٥) "تفسير الفخر الرازي" ٥/ ٣١٥. ورواه البيهقي في "السنن الصغرى" ١/ ٤٤٣ (١٤٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>