للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصله بقوله: إن شاء الله خوفًا من سوء الخاتمة (فقالوا: من أنتم؟ ) قال القاضي عياض: يحتمل أن يكون هذا اللقاء كان ليلًا فلم يعرفوه - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل كونه نهارًا لكنهم لم يروه - صلى الله عليه وسلم -[قبل ذلك] (١) لعدم هجرتهم فأسلموا في بلدانهم ولم يهاجروا قبل ذلك (٢).

(قالوا) في مسلم: قال (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففزعت امرأة) أي: لجأت إليه واستعانت به، ويحتمل أن تكون خافت منه حين سمعت به من عظم هيبته في القلوب - صلى الله عليه وسلم - (فأخذت بعضد) بضم الضاد وسكونها وهو ما بين المرفق إلى الكتف (صبي) رواية مسلم: فرفعت (٣) امرأة صبيًّا (فأخرجته من محفتها) قال النووي: هو بكسر الميم مع فتح الحاء، وهو مركب من مراكب النساء كالهودج إلا أنها لا تقتب بخلاف الهودج فإنه يكون مقتبًا وغير مقتب، وكان هذا في حجة الوداع سنة عشر من الهجرة قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة أشهر (٤).

(فقالت: يا رسول الله هل لهذا حج؟ ) يصح منه (قال: نعم) فيه حجة للشافعي ومالك وأحمد والجمهور على أن حج الصبي منعقد صحيح يثاب عليه وإن كان لا يجزئه عن حجة الإسلام، بل يقع تطوعًا (٥).

وقال أبو حنيفة: لا يصح حجه، وإنما حج به تمرينًا للعبادة فيفعله


(١) من (م)، و"شرح مسلم للنووي".
(٢) "إكمال المعلم" ٤/ ٤٤١، "شرح النووي على مسلم" ٩/ ٩٩.
(٣) زاد في (م): إليه.
(٤) "المجموع" ٧/ ٢٢.
(٥) "الأم" ٢/ ٢٦٩ - ٢٧٠، و"المدونة" ١/ ٤٠٠، و"المغني" ٥/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>