للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رضي الله عنها وعن أبيها (قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجاجًا، حتى إذا كنا بالعرج) بفتح العين المهملة وإسكان الراء ثم جيم، قال الجوهري: هو منزل بطريق مكة (١)، وقال الزمخشري: منزل بين مكة والمدينة (٢). وإليه ينسب العرجي الشاعر، وهو عبد الله بن عمرو.

(نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) فيه (ونزلنا) معه، فيه أنه يستحب للأقارب إذا نزلوا منزلًا في السفر أن يجتمعوا في مكانٍ واحد ليرتفق بعضهم ببعض ويتآنسوا، وكذلك الأصهار والإخوان المتحابين في الله.

(فجلست عائشة رضي الله عنها إلى جنب [رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلست أنا إلى جنب أبي]) (٣) فيه دليل على أن من الأدب جلوس الكبير قبل الصغير، كما أن الصغير إذا جلس للأكل لا يشرع في الأكل حتى يبدأ من هو أكبر منه، وكذا في الكلام وغير ذلك، وكذا من الأدب جلوس الذكر قبل الإناث كما في الحديث، وفيه دليل أيضًا على أن من الأدب أن المرأة إذا حضرت إلى مكان فيه أبوها وزوجها وتساويا أن تجلس إلى جانب أبيها [دون زوجها] (٤)، فإن كان زوجها (٥) أعلى جلست إلى جنبه، ولهذا تركت عائشة الجلوس عند أبيها أبي بكر وجلست إلى جنب زوجها، وكذلك أسماء، وكذلك الرجل إذا حضر إلى مكان فيه أبوه أو جده وزوجته فيجلس إلى أبيه أو جده دون زوجته.


(١) "الصحاح" (عرج).
(٢) "الفائق في غريب الحديث" ٣/ ١٥.
(٣) في (م): أبيها. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب.
(٤) من (م).
(٥) في (م): الزوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>