للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبادة، [ومنه قوله] (١) تعالى: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} (٢) أي: متعبداتنا، وقيل: إن أصل النسك في اللغة العمل، ومنه نسك ثوبه إذا غسله، فكأن الناسك غسل نفسه من [أدران الذنب في العبادة] (٣)، وقيل: النسك سبائك الفضة كل نسيكة فيها سبيكة، فكأن العابد خلص نفسه من دنس الآثام وسبكها.

(أو صم ثلاثة أيام) هذا قول الجمهور، وهو تفسير للصيام في قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ} وجاء عن الحسن وعكرمة ونافع أنهم قالوا: الصوم في فدية الأذى عشرة أيام (٤)، ولم يقل بهذا أحدٌ من فقهاء الأمصار ولا أئمة الحديث، ويندب تتابع الثلاثة أيام مبادرة إلى أداء الواجب، وفي قول مخرج من (٥) كفارة اليمين (٦) وجوب التتابع.

(أو أطعم) بفتح الهمزة (ثلاثة آصع) بمد الهمزة وضم الصاد جمع صاع صدقة، وفي هذا رد على ابن مكي فيما قاله في لحن العوام أن آصع لحن، وأن الصواب أصوع مثل دار وأدور، وشبه ذلك، قال القاضي حسين: أعطي كل مسكين في هذِه الكفارة مدَّين وفي سائر الكفارات جعل صوم كل يوم في مقابله طعام مسكين.

(من تمر) ذكر التمر لأنه غالب قوتهم (على ستة مساكين) لكل


(١) في (ر): قال.
(٢) البقرة: ١٢٨.
(٣) في (م): أرذال الذنوب بالعبادة.
(٤) انظر: "الاستذكار" ٤/ ٣٨٥.
(٥) في (ر): بين.
(٦) زاد بعدها في (ر): من.

<<  <  ج: ص:  >  >>