للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أشار بشيء في يده ثم قبل ما أشار به (١).

(فقال: إني أعلم (٢) أنك حجر لا تنفع ولا تضر) [رواية مسلم] (٣): أما والله إني لأعلم (٤) أنك لا تضر ولا تنفع (٥) أي: إلا بإذن الله، وروى الحاكم من حديث [ابن مسعود] (٦) أن عمر قال هذا، فقال له علي بن أبي طالب: إنه يضر وينفع، وذكر أن الله لما أخذ المواثيق على ولد آدم كتب ذلك في رق وألقمه الحجر، قال: وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد" (٧)، وذلق بالذال المعجمة، أي: فصيح.

(ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك) قال الطبري: إنما قال ذلك عمر؛ لأن الناس كانوا حديث عهد بعبادة الأصنام فخشي عمر أن استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، وكثير من الجهلة تفعله الآن (٨) في بعض أحجار الأماكن المباركة، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا لأن الحجر ينفع ويضر بذاته كما كانت الجاهلية تعتقده في الأوثان (٩).


(١) "المجموع" ٨/ ٣٣.
(٢) في (م): لأعلم.
(٣) سقط من (م).
(٤) في (ر): لا أعلم.
(٥) "صحيح مسلم" (١٢٧٠/ ٢٥٠).
(٦) في (م): أبي سعيد.
(٧) "المستدرك" ١/ ٤٥٦.
(٨) في (م): إلا أن.
(٩) "فتح الباري" ٣/ ٥٤١، و"شرح صحيح البخاري" لابن بطال ٤/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>