للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال المهلب (١): حديث عمر هذا يرد على من قال إن الحجر الأسود (٢) يمين الله في الأرض يصافح بها عباده، ومعاذ الله أن يكون لله جارحة (٣) وفي قول عمر هذا تسليم للشارع في أمر الدين وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي فيما يفعله وإن لم يعلم الحكمة فيه، وفيه بيان السنن بالقول والفعل.

وقد اعترض بعض الملحدين على الحديث الماضي وقالوا: كيف تسوده خطايا المشركين ولم تبيضه طاعات أهل الطاعات (٤)؟

وأجيب بما قال ابن قتيبة: لو شاء الله لكان ذلك (٥)، ولكن أجرى الله العادة بأن السواد يَصبغ ولا يُصبغ على العكس من البياض، قال المحب الطبري: في بقائه (٦) أسود عبرة لمن له بصيرة، فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد، قال: وروي عن ابن عباس: إنما غيره السواد لئلا ينظر أهل (٧) الدنيا إلى زينة الجنة، فإن ثبت هذا فهو الجواب، ولكن رواه الحميدي (٨) في فضائل مكة بإسناد ضعيف (٩).


(١) في (م): المهلبي.
(٢) سقط من (م).
(٣) انظر: "فتح الباري" ٣/ ٥٤١، ولفظ الجارحة من الألفاظ التي لم يستخدمها السلف.
(٤) في (م): التوحيد.
(٥) من (م).
(٦) في (ر): بيانه.
(٧) سقط في (م).
(٨) في (م): الجندى.
(٩) "فتح الباري" ٣/ ٥٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>