للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليها، قاله الأزهري، وقال ثعلب: لأنها بمنزلة من الله وقربه، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً} (١) (٢)، وقيل: سميت بذلك لمجيء الناس إليها في زلف من الليل أي: ساعات، واعلم أن المزدلفة كلها من الحرم، قاله الأزرقي والماوردي وغيرهما.

حد المزدلفة ما بين مأزمي عرفة ووادي محسر وليس الحدان منها، ويدخل في المزدلفة جميع تلك الشعاب والجبال الداخلة في الحد المذكور (٣)، والمراد بالمأزمين الطريق التي بين الجبلين الفاصلين بين عرفات ومزدلفة، قال النووي: المأزمين ما بين العلمين الذين هما حد الحرم (٤). قال ابن جماعة: وهذا الذي قاله غريب، وهو الذي يحمل الحاج (٥) على الزحمة بين العلمين، وليس له أصل، والمحب الطبري أبعد منه، وقد قال: هما جبلان بين عرفة ومزدلفة بينهما طريق (٦).

(فجمع بين المغرب والعشاء) فيه أن السنة للدافع من عرفات أن يؤخر المغرب إلى وقت العشاء ويكون هذا التأخير بنية (٧) الجمع، ثم يجمع بينهما في المزدلفة قبل حط الرحال إن تيسر في وقت العشاء، وهذا مجمع عليه، لكن مذهب أبي حنيفة وطائفة أنه جمع بسبب


(١) الملك: ٢٧.
(٢) "شرح صحيح البخاري" لابن بطال ٤/ ٣٥٣.
(٣) "شرح النووي" ٨/ ١٨٧، وانظر: "أخبار مكة" للأزرقي ٢/ ١٨٤ - ١٨٥.
(٤) "المجموع" ٨/ ١٣٢.
(٥) في (م): العوام.
(٦) انظر: "حاشية الجمل" ٤/ ٧٧٠.
(٧) في (م): من.

<<  <  ج: ص:  >  >>