للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أرواحهم، فهم أحياء عند ربهم كالشهداء (١). وأفرد جزءًا في حياة الأنبياء في قبورهم.

[٢٠٤٢] (ثنا أحمد بن صالح) المصري، قال (قرأت على عبد الله بن نافع) قال (أخبرني) محمد بن عبد الرحمن (ابن أبي ذئب، عن سعيد) بن أبي سعيد (المقبري، عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تجعلوا بيوتكم قبورًا) أي: صلوا فيها ولا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة، والمراد به صلاة النافلة أي: صلوا في بيوتكم، وقيل: هذا في الفريضة، ومعناه: اجعلوا بعض فرائضكم في بيوتكم؛ ليقتدي بكم من لا يخرج إلى المسجد من نسوة وعبيد ومريض ونحوهم، والمشهور أن المراد النافلة؛ لكونه أخص، وليتبرك البيت بها وتنزل فيه الرحمة والملائكة وينفر الشيطان، فيه أن القبور لا يصلى فيها، وفيه رد لما يفعله بعض الصالحين من بناء قبر في بيته يواظب الصلاة فيه في حياته ليدفن فيه إذا مات.

(ولا تجعلوا قبري عيدًا) قيل: يحتمل أن يراد الحث على كثرة زيارته، ولا يجعل كالعيد الذي لا يؤتى في العام إلا مرتين فقط.

(وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) يوضحه رواية النسائي: "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام" (٢). رواه الحاكم في "صحيحه" وابن حبان (٣). ويدل على الحث على زيارته:


(١) "الاعتقاد" للبيهقي (ص ٣٠٥).
(٢) "المجتبى" ٣/ ٤٣.
(٣) "المستدرك" ٢/ ٤٢١، و"صحيح ابن حبان" (٩١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>