للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الراوي (١) (يا أيها الذين آمنوا) هكذا الرواية وليست في التلاوة ({وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}) (٢) الجمهور بنصب الميم، وحمزة يجزمها، قيل: المعنى: أسألك بالله وبالرحم، وضعف؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان حالفًا فليحلف بالله" (٣)، فإذا لم يجز الحلف بغير الله فكيف يجوز بالرحم؟ وقال أبو إسحاق: معنى تساءلون به تطلبون به حقوقكم وحقوق ذوي الأرحام (٤). ({إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}) (٥) أي: حفيظًا، فعيل بمعنى فاعل ({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}) (٦) روى البخاري عن مرة عن عبد الله قال: حق تقاته أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر (٧). وقال ابن عباس: هو أن لا يعصى طرفة عين (٨).

وذكر المفسرون أنه لما نزلت هذِه الآية قالوا: يا رسول الله من يقوى على هذا؟ وشق عليهم، فأنزل الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (٩) فنسخت هذِه الآية، وقيل: إن قوله: {مَا اسْتَطَعْتُمْ} بيان هذِه الآية، والمعنى:


(١) "سنن الترمذي" ٣/ ٤١٣.
(٢) النساء: ١.
(٣) رواه البخاري (٢٦٧٩)، ومسلم (١٦٤٦).
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٤.
(٥) النساء: ١.
(٦) آل عمران: ١٠٢.
(٧) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٤٠٧ (٣٧٥٥) وقد عزاه هنا للبخاري، ولعله تصحيف أصله النحاس. وقد رواه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص ٢٨١.
(٨) ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ١/ ٤٤٧.
(٩) التغابن: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>