للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اتقوا الله حق تقاته ما استطعتم.

قال القرطبي: وهذا أصوب؛ لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع، والجمع ممكن، فهذا أولى (١) ({وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا}) (٢) فيه إيجاز بليغ الزموا الإسلام ودوموا عليه ولا تفارقوا حتى تموتوا ({وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}) (٣) فأتى بلفظ وجيز يتضمن المقصود ويتضمن وعظًا وتذكيرًا بالموت، وذلك أن المرء يتحقق أنه يموت ولا يدري متى، فإذا أمر بأمر لا يأتيه الموت إلا وهو عليه فقد توجب الخطاب من وقت الأمر لازمًا ({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠)}) (٤) عن ابن عباس: صوابًا. ومقاتل: عدلًا مستقيمًا. وعكرمة: لا إله إلا الله.

وقيل: قولوا في وصف الله والرسول قولًا موافقًا لما في الكتاب والسنة (٥) ({يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}) (٦) أي: يوفقكم للعمل الصالح ({وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}) (٧) الصغائر ({وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}) (٨) والفوز الظفر بالمقصود.

(ولم يقل محمد بن سليمان) الأنباري في روايته (أن) قبل الحمد لله.


(١) "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ١٥٧.
(٢) آل عمران: ١٠٢.
(٣) آل عمران: ١٠٢.
(٤) الأحزاب: ٧٠.
(٥) "تفسير البغوي" ٦/ ٣٧٩.
(٦) الأحزاب: ٧١.
(٧) الأحزاب: ٧١.
(٨) الأحزاب: ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>