للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغطي رأسه ويغض صوته ويقول للمرأة: "عليك السكينة" (١). وإذا كان الجماع على جنب أستر الهيئات فهو أولى الحالات عند الجماع.

(فكان هذا الحي من الأنصار) الذين هم أهل الأوثان (قد أخذوا بذلك) الفعل (من فعلهم) في الوطء (وكان هذا الحي من قريش يشرحون) بفتح الياء والراء بينهما شين معجمة (نساءهم) يقال: شرح فلان جاريته إذا وطئها نائمة على قفاها مستلقية، وأصل الشرح في اللغة البسط، ومنه انشراح الصدر وهو انبساطه، وشرحت المسألة إذا بسطت الكلام فيها وبينت المشكل من معناها، وقيل في شرح النساء: أنه التوسعة والبسط في التلذذ والاستمتاع، وشرح الله الصدر وسعه لبيان الحكم الشرعية (شرحًا منكرًا) عند من ينكره ولا يقول به (ويتلذذون منهن) أي: بهن، فمن بمعنى الباء كقوله تعالى {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} (٢)، ويحتمل أن تكون للابتداء (مقبلات) بالجر الذي هو علامة النصب؛ لأنه حال من فاعل تلذذ، ويحتمل أن يراد بمقبلات مضطجعات على جنوبهن، وجه الفاعل إلى وجه الموطوءة، والأول الذي يقتضيه سياق الحديث أظهر، والله أعلم بالصواب.


(١) أخرجه الخطيب كما في "فيض القدير" للمناوي ٥/ ٩٠ قال العراقي في "المغني" ١/ ٤٠١: رواه عن أم سلمة بسند ضعيف.
وقال الزين العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" ١/ ٤٨٩: إسناده ضعيف.
وقد روى الطبراني نحوه في "المعجم الكبير" ٢٢/ ٨٣ رقم (٢٠٠) من حديث واثلة.
(٢) الشورى: ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>