للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما في هرقت وأرقت، أي: فما يكون إن لم تحسب بتلك التطليقة.

قال الكرماني: ويحتمل أن تكون يعني: (مه) التي هي كلمة الكف والزجر عنه أي: انزجر عنه فإنه لا شك في وقوع الطلاق وكونه محسوبًا في عدد الطلاق (١) (أرأيت إن عجز) إن عجز عن النطق بالرجعة أأسقط عنه عجزه وقوع الطلاق وحكمه؟ وهذا من المحذوف منه جواب إن الشرطية لدلالة مجرى الكلام عليه.

(واستحمق) هذا مثال لما جاء فيه استفعل للتحول من حالة إلى حالة؛ لأن معنى استحمق أي صار كالأحمق حين فعل فعله. كما يقال: استحجر الطين، أي: صار كالحجر، واستنسر البغاث (٢) أي: صار كالنسر، كقول الشاعر:

إن البغاث بأرضنا تستنسر (٣)

أي: تتحول وتصير إلى صفة النسر. قال النووي: أي أيرتفع عنه الطلاق وإن استحمق؟ فهو استفهام إنكار تقديره: لا يمنع احتسابها لعجزه وحماقته، والقائل لهذا الكلام هو عبد الله بن عمر صاحب القضية، ويريد به نفسه وإن ذكر الضمير بلفظ الغيبة. وقد جاء في رواية مسلم أن ابن عمر قال: ما لي لا أعتد بها وإن كنت عجزت واستحمقت؟ (٤) (٥) وفيه حذف تقديره: أرأيت إن عجز واستحمق


(١) "شرح البخاري" ١٩/ ١٧٩.
(٢) تحرفت في الأصل إلى: بغاة.
(٣) انظر: "العقد الفريد" ٣/ ٢٧، "المستقصى في أمثال العرب" ١/ ٤٠٢.
(٤) "صحيح مسلم" (١٤٧١) (١١).
(٥) "شرح صحيح مسلم" ١٠/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>