للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جماع أهله (فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأتي شيئًا يُتَابَعُ) بضم المثناة تحت وتخفيف المثناة فوق وبعد الألف موحدة (١) تحت مفتوحة، والتتابع الوقوع في الشر والتهافت عليه من غير فكرة ولا روية، ولا يكون في الخير، وفي الحديث: "لا تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار" (٢) والسكران يتتابع، أي: بنفسه (بي حتى أصبح) بضم الهمزة وكسر الموحدة، وفيه حرص الآدمي على نفسه من الوقوع في منهي عنه، وتوَقِّي ما يخاف منه، ولعل هذا الذي خاف منه هو ما كان في أول الإسلام كما في البخاري (٣): لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} (٤). قال ابن الأثير: وفي رواية الترمذي قال: كنت رجلًا أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري، فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقًا من أن أصيب منها في ليلتي فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النهار وأنا لا أقدر أن أنزع (٥). ولم أجد هذا في النكاح ولا في التفسير منه (٦) (فظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان) استدل به الرافعي على صحة تعليق الظهار (٧) وتعقبه ابن الرفعة بأن الذي في


(١) في الأصل: مثناة، والصواب ما أثبتناه.
(٢) رواه أحمد ٦/ ٤٥٤، والطبراني في "الكبير" ٢٤/ ١٦٤.
(٣) "صحيح البخاري" (٤٥٠٨) من حديث البراء - رضي الله عنه -.
(٤) البقرة: ١٨٧.
(٥) "جامع الأصول" ٧/ ٦٤٧.
(٦) بل هو في كتاب التفسير، في تفسير سورة المجادلة، برقم (٣٢٩٩).
(٧) "الشرح الكبير" ٩/ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>