للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"الزاهر" (١). ومنه قوله - عليه السلام -: "أنفق على أهلك ولا ترفع عصاك عنهم" (٢) إذ لم يرد العصا والضرب حقيقة، كما قاله أبو عبيد (٣) إنما أراد الغيرة والمنع من الفساد، ولذلك يقال للرجل الرفيق الحسن السياسة: إنه لين العصا.

(وأما معاوية فصعلوك) بضم الصاد، أي: فقير، من التصعلك وهو الفقر، قال الشاعر:

غشينا زمانًا بالتصعلك والغنا

أي غشينا زمانًا الوصفين. وفي رواية لمسلم: "إنه تَرِب" (٤) بفتح المثناة فوق وكسر الراء، أي: فقير.

(لا مال له) وهذا أيضًا محمول على الغالب للعلم بأن له ثوبًا يلبسه وشيئًا على رأسه ونحو ذلك، وهذا في الابتداء، ثم صار إلى ما صار إليه من كثرة المال. وفيه دليل على جواز ذكر الإنسان بما فيه عند المشاورة ولا يكون ذلك غيبة.

قال الغزالي: يشترط أن يقصد بذكر عيوبه النصيحة لا الفضيحة والوقيعة (٥)، وروى الحاكم أن أخًا لبلال خطب امرأة فقالوا: إن


(١) "الزاهر" (ص ٢٠٦).
(٢) رواه عبد بن حميد (١٥٩)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١٨) وحسنه الألباني في "الإرواء" (٢٠٢٦).
(٣) "غريب الحديث" للقاسم بن سلام (عصا).
(٤) "صحيح مسلم" (١٤٨٠/ ٤٧).
(٥) انظر: "إحياء علوم الدين" ٣/ ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>