للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحضر بلال زوجناك. فحضر وقال: أنا بلال وهذا أخي، وهو امرؤ سيِّئ الخلق. وقال: صحيح الإسناد (١).

(انكحي) بكسر الهمزة والكاف، أي: ابتدئي به (أسامة بن زيد) بن حارثة حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفيه دليل على جواز نكاح غير الكفء في النساء إذا رضيت به الزوجة والولي؛ لأن فاطمة هذِه قرشية وأسامة بن زيد مولى، والكفاءة عند الشافعي ومالك ومن وافقهما (٢)، فإن تركوها جاز، واستثنى شارح "التعجيز" وغيره من المالكية كفاءة الإسلام فلا تسقط بالرضى (٣)؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا} (٤). قال ابن عبد السلام: ويكره تزويجها من فاسق برضاها كراهة شديدة إلا أن تخاف من فاحشة أو ريبة.

(قالت) فاطمة (فكرهته) بضم تاء المتكلم، إما لكونه مولى أو لسواده أو لهما، وهو الأولى، أو لأنها طمعت في قوله - عليه السلام -: "فآذنيني" أنه يتزوجها.

(ثم قال) ثانيًا (انكحي أسامة بن زيد) فيه استحباب إرشاد الإنسان إلى مصلحته وإن كرهها، وتكرار ذلك عليه، كما كرر هنا (فنكحته) بضم التاء أيضًا، فيه قبول نصيحة أهل الفضل والانقياد لإشاراتهم المباركة النافعة، وفيه الحرص على مصاحبة أهل الخير والتقوى والفضل وإن دنت


(١) "المستدرك على الصحيحين" ٣/ ٢٨٣
(٢) "الأم" ٥/ ٢٥ - ٢٦، و"المدونة" ٢/ ١٠٦ - ١٠٧.
(٣) انظر: "تحفة المحتاج" ٧/ ٢٧٥.
(٤) البقرة: ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>