للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روايتان حكاهما الباجي (١)، واقتصر الفاكهي على أنها ترمي بها وراء ظهرها، وهذا هو المناسب للمعنى؛ لقوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} (٢) (على رأس الحول) وانقضائه.

(قال حميد) بن نافع أحد الرواة (فقلت لزينب) بنت أبي سلمة روت عن أمها أم سلمة (وما) معنى (ترمي بالبعرة على رأس الحول؟ ) وفيه سؤال المشايخ عن معنى ما رووه؛ فإنهم أعلم بمواقع التنزيل (فقالت زينب: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشًا) بكسر الحاء المهملة وسكون الفاء بعدها شين معجمة، قيل: هو البيت الصغير وهو تفسير الشافعي في "الأم" (٣)، وزاد: هو القريب السمك، وقيل: الحفش الدرج - بضم الدال وبعد الراء جيم - وهو ما تدرج به المرأة ما يخف من أمتعتها وغزلها وغيره، شبه به ما كانت المرأة فيه من الحزن على زوجها. وفي النسائي: قال مالك: الحفش الخص (٤) وقيل ونقل عنه: البيت الصغير الخرب، وقيل: إنه شبه القفة (٥) تجمع فيه المرأة غزلها وسقطها يكون من خوص وغيره، وتفسيره بالبيت الصغير، والخص هو الأليق بمعنى الحديث، ويدل عليه حديث ابن اللتبية الساعي للزكاة لما رجع بمال: "هلا قعد في حِفش أمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟ " (٦)


(١) "المنتقى شرح الموطأ" ٤/ ١٤٦.
(٢) آل عمران: ١٨٧.
(٣) "الأم" ٦/ ٥٨٥.
(٤) "سنن النسائي" ٦/ ٢٠٢.
(٥) في (الأصل): الفقير. والمثبت من "شرح الزرقاني على الموطأ".
(٦) رواه البزار كما في "كشف الأستار" (٨٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>