للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخط الذي يقرأ، وعبر به هنا عن معنى الالتزام والإثبات، أي: فرض وأثبت؛ لأن ما كتب حكم بثبوته وبقائه، وقيل: هو على حقيقته وهو إخبار عما كتب في اللوح المحفوظ وبناء "كتب" للمفعول وحذف الفاعل للعلم به؛ إذ هو الله تعالى. ولما كان الصيام فيه مشقة بالجوع وغيره على المكلف ناسب أن لا ينسب إلى الله لفظًا وإن كان الله الذي كتبها، وإذا كان المكتوب فيه راحة للمكلف وأسس أن يبنى الفعل للفاعل كما قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (١).

(الصيام) الألف واللام فيه للعهد إن كانت قد سبقت تعهداتهم به (٢) أو للجنس إن كانت لم تسبق.

قال الزمخشري (٣): الصوم عبادة قديمة أصلية.

وقال القاضي (٤): الصوم في اللغة: الإمساك عما ينازع إليه النفس، وفي الشرع: الإمساك عن المفطرات فإنها معظم ما تشتهيه النفس.

(كما) قال أبو حيان: الظاهر أن هذا المجرور في موضع الصفة لمصدر محذوف، وقيل: الكاف في موضع نصب على الحال من الصيام، أي: مشبهًا ما كتب عليكم وذو الحال هو الصيام، والعامل فيه كتب، وتكون ما موصولة (٥) ({كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ})


(١) الأنعام: ٥٤.
(٢) زيادة من (ل).
(٣) "الكشاف" ١/ ٣٧٨.
(٤) "تفسير البيضاوي" ص ١٢٣.
(٥) "البحر المحيط" ٢/ ١٧٨، وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>