للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال بعضهم (١): التشبيه عائد إلى الإيجاب، أي: أنتم معبدون بالصيام كما تعبد الله به من قبلكم من الأمم.

(قال: كان الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: كان المسلمون في شهر رمضان (إذا صلوا العتمة) يعني: العشاء، وفيه جواز تسمية العشاء عتمة؛ وإن كان يكره لرواية البخاري: "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنها في كتاب الله العشاء، وإنها تعتم بحلاب الإبل" (٢).

وقيل: إن حديث تسميتها عتمة كان متقدمًا على نزول قوله تعالى: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} (٣) (حَرُم عليهم) أكل (الطعام، و) شرب (الشراب، و) جماع (النساء) أي: فيما بين السرة والركبة، هذا الظاهر كما في الحائض (وصاموا (٤) إلى) أن يفطروا من الليلة (القابلة) المشهور تقييد المنع من الأكل والشرب والنساء بالنوم كما سيأتي في حديث البراء، وقيده هنا بصلاة العتمة وهو أخص، ويحتمل العشاء ذكرت هنا لأنها مظنة النوم غالبًا والتقييد في الحقيقة بالنوم، وفي رواية ابن جرير: حتى يفطر من الغد (٥).

(فاختان) أي: خان افتعل تأتي بمعنى فعل كاقتدر بمعنى قدر،


(١) كالرازي في "تفسيره" ٥/ ٢٣٩، وابن عادل في "اللباب" (٣/ ٢٥٢).
(٢) هذا اللفظ من رواية مسلم (٦٤٤)، ولفظ البخاري (٥٦٣) "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب، قال: وتقول الأعراب: هي العشاء".
(٣) النور: ٥٨.
(٤) ليست في الأصول واستدركت من المطبوع.
(٥) "تفسير الطبري" ٢٩٤٢، ٣/ ٤٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>