للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذِه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}) قراءة الجمهور: يطيقونه مضارع أطاق، وفيه ست قراءات (١) يرجع معناها إلى الاستطاعة والقدرة ({فِدْيَةٌ}) الفدية: الجزاء والبدل من قوله: فديته بكذا، أي: أعطيته بدلًا منه كقوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (٢) ({طَعَامُ مِسْكِينٍ}) جمع المساكين؛ لأن الذين يطيقونه جماعة، وكل واحد منهم يلزمه طعام مسكين، ومن قرأ بالتوحيد فلأن المعنى على كل واحد لكل يوم طعام مسكين.

ونزلت هذِه الآية رخصة لهم لما تقدم في حديث شعبة في الأذان (٣): نزل رمضان وكانوا قومًا لم يتعودوا الصيام، وكان الصيام عليهم شديد فرخص لهم لما نزلت هذِه الآية (وكان من أراد منا أن يفطر) ويفدي (ويفتدي فعل) ذلك (حتى نزلت الآية التي بعدها) يعني قوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (فنسختها) فخالف ابن عباس في نسخها.

[٢٣١٦] (حدثنا أحمد بن محمد) المروزي المعروف بابن شبويه (حدثني علي بن الحسين، عن أبيه الحسين) بن واقد المروزي.

(عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}) فيه حذف يدل عليه (٤) ما حكى الطبري عن


(١) انظر "المحتسب" ١/ ١١٨، و"معجم القراءات" للدكتور عبد اللطيف الخطيب ١/ ٢٥٠ - ٢٥١.
(٢) الصافات: ١٠٧.
(٣) حديث رقم (٥٠٦) باب كيف الأذان.
(٤) زيادة من (ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>