للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتخفيف اللام (دون منظره سحاب أو قترة) (١) أي: ظلمة، قال الله تعالى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} (٢).

قال المبرد: القترة ما يصيب الإنسان من الغبار المغبي على الألوان، والمفسرون يقولون: سواد (٣).

(أصبح مفطرًا، فإن حال دون منظره سحاب أو قترة) سواد كالدخان مرتفع إلى السماء جمعه قتر بفتح القاف وإسكان التاء (أصبح صائمًا) احتج به أحمد في أشهر الروايات الثلاث عنه على إن حال دون نظر الراء غيم أو قتر وجب الصيام، وقد أجزأ إذا كان من شهر وإن لم يحل سحاب ولا قتر لم يجب الصيام (٤).

قال الحنابلة: فقد فسر ابن عمر ما رواه من قوله: "فاقدروا له" بفعله، وهو راويه وأعلم بمعناه، فيجب الرجوع إلى تفسيره كما رجع إليه في تفسير التفرق في خيار المتبايعين، ولأن الصوم يحتاط له (٥).

(قال) نافع (وكان ابن عمر يفطر مع الناس) إذا أمرهم الإمام بالإفطار (ولا يأخذ بهذا الحساب) فيه وفيما تقدم في الحديث قبله: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب"، رد على من قال: إن الحاسب إذا عرف منازل القمر


(١) بعدها في الأصل: نسخة: ولا قترة.
(٢) عبس: ٤١.
(٣) "تفسير الفخر الرازي" ٣١/ ٦٢.
(٤) "مسائل الإمام أحمد" رواية عبد الله ص ١٩٤ (م ٧٢٤)، ورواية ابنه صالح المسألة (١٦٥٤)، وانظر كتابنا "الجامع لعلوم الإمام أحمد" ٧/ ٣٤٨ - ٣٥١.
(٥) انظر: "المغني" لابن قدامة ٤/ ٣٣٢، و"كشاف القناع" ٢/ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>