للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصري (١) مقبول.

(قال: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زادت) فيه شاهد للنحاة على أن ما ومن الموصولتين إذا خالف معناهما لفظهما أن يعود الضمير عليهما باعتبار اللفظ والمعنى، فإن ها هنا لما كان معناها التأنيث لأن اللحية مؤنثة أتى بتاء التأنيث في "زادت" لا لاعتبار المعنى، وقد استشهد عليه ابن مالك بقول امرئ القيس:

فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمأل

فالمِقراة بكسر الميم وسكون القاف وهي الساحة التي يقرى فيها الضيفان، لما كانت مؤنثة أعيد اللفظ بالتأنيث عليها، ومن إعادة (٢) الضمير على المعنى ما أنشده ابن مالك:

فإن من النسوان من هي روضة (٣)

(على الكف) فيه دليل على إباحة القص مما طال من اللحية.

قال الغزالي: اختلف الناس فيما طال من اللحية، فقيل: لا بأس أن تقبض عليها وتقص ما تحت القبضة، فعله ابن عمر (٤) ثم جماعة من التابعين (٥)، واستحسنه الشعبي وابن سيرين، وكرهه الحسن وقتادة،


(١) في (ر): بصري. وهو خطأ.
(٢) في (ر): عادة. والمثبت من (ل).
(٣) هو صدر بيت أورده ابن سيده في "المخصص" ١/ ٢١٨، وعجزه:
تهيج الرياض قبلها ونصوح
(٤) رواه مالك في "الموطأ" ١/ ٣٩٦.
(٥) انظر: "مصنف ابن أبي شيبة" ١٣/ ١١٢ (٢٥٩٩١ - ٢٦٠٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>