للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال شيخنا ابن حجر: ولم أقف على اسم السائل في شيء من الطرق (١).

(قال: إني لست كهيئتكم) وفي رواية في "الصحيح": "لست مثلكم" (٢). أي: ليست منزلتي من ربي مثلكم (إني أطعم وأسقى) وفي رواية "الصحيح": "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" (٣). حمله قوم على ظاهره، وهو أن الله تعالى يطعمه طعامًا، ويسقيه شرابًا حقيقة من غير تأويل، ورد بأنه لو كان كذلك لما صدق عليه قولهم: إنك تواصل؟ ! ولا ارتفع اسم الوصال عليه؛ لأنه كان حينئذٍ يكون مفطرًا، ولأن في بعض ألفاظه: "إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني" (٤). و (ظل) إنما تقال فيمن فعل الشيء نهارًا كما أن (بات) فيمن فعله ليلًا. وقيل: معناه: إن الله يخلق فيَّ من الشبع والري مثل ما يخلقه فيمن أكل وشرب. وهذا القول يبعده النظر إلى حاله؛ فإنه كان يجوع أكثر مما يشبع ويربط على بطنه الحجر من الجوع، وكان يقول: "الجوع حرفتي" (٥).

وقال ابن المنير: هو محمول على أن أكله وشربه في تلك الحال كحال النائم الذي يحصل له الشبع والري بالأكل والشرب ويستمر له


(١) "فتح الباري" ٤/ ٢٠٣.
(٢) "صحيح البخاري" (١٩٦٢).
(٣) "صحيح البخاري" (٧٢٩٩).
(٤) "مسند أحمد" ٢/ ٢٥٣، ٢/ ٣٧٧، ٢/ ٤٩٥، "صحيح ابن خزيمة" (٢٠٧٢).
(٥) انظر: "المفهم" للقرطبي ٣/ ١٦٠ - ١٦١، والحديث لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>