للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمان (الفتح) أي: فتح مكة في رمضان (بالفطر) وكان سنة ثمان من الهجرة لما علم المشقة التي حصلت لهم.

فيه دليل للصحيح من مذهب الشافعي أن المسافر سفرًا طويلًا مباحًا إذا تضرر من الصوم كان الفطر أفضل دفعًا للضرر. وقيل: إن الفطر أفضل كما أن القصر أفضل مطلقًا. وهو ضعيف. وقال المتولي: ولو لم يتضرر في الحال (١).

(وقال: تَقَوَّوا) بإسكان (٢) القاف وتشدد الواو (لعدوكم). هكذا رواه في "الموطأ" أيضًا (٣)، وكذا أحمد (٤)، ورواية مسلم: "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم" (٥).

قال القرطبي: وفيه دليل على أن حفظ القوة بالفطر أفضل لمن هو منتظر للقاء العدو ذلك اليوم (٦).

قال المتولي من أصحابنا: لو لم يتضرر في الحال لكن يخاف الضعف من الصوم وكان سفر حج أو عمرة أو غزو فالفطر أفضل (٧). قال السبكي: ولم يخالفه غيره. والحديث حجة لذلك، ولا يؤثر (٨)


(١) انظر: "المجموع شرح المهذب" ٦/ ٢٦١.
(٢) هكذا في الأصل، والصواب بتخفيف القاف.
(٣) "موطأ مالك" (٦٥١).
(٤) "مسند أحمد" ٣/ ٤٧٥.
(٥) "صحيح مسلم" (١١٢٠) من حديث أبي سعيد.
(٦) "المفهم" ٣/ ١٨٣.
(٧) انظر: "المجموع شرح المهذب" ٦/ ٢٦١.
(٨) في (ر): يغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>