للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجهل بالصحابي؛ لأنهم كلهم عدول.

(وصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال القرطبي أيضًا: إنهم فهموا من أمره - صلى الله عليه وسلم - بالفطر أنه أمر جزم، ولا بد منه، وأنه واجب فلم يصم منهم أحد فيما بلغنا (١). أي: غير النبي - صلى الله عليه وسلم - لانتفاء العلة في حقه؛ فإنه كان يجد قوة المفطرين كما تقدم.

(قال أبو بكر) بن عبد الرحمن (قال الذي حدثني) وهو بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (لقد رأيت رسول الله بالعَرْج) بفتح العين وسكون الراء المهملتين ثم جيم، سمي بذلك لتعريجه، نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الجن اجتمعوا" وأسكن المسلمين منهم بطن العرج، وأسكن المشركين بطن الأثاية (٢). وهي قرية من عمل الفُرُع بضم الفاء والراء، وقيل: بسكون الراء على طريق مكة على نحو من ثمانية وسبعين ميلًا من المدينة المشرفة (٣).

(يصب على رأسه الماء وهو صائم) أي: بيانًا للجواز، وفيه دليل على أن الصائم لا يكره له الاغتسال بالماء، وقد بلَّ ابن عمر ثوبًا (٤) فألقاه عليه وهو صائم (٥). وقال أنس: إن لي أبزنًا أتقحم (٦) فيه وأنا


(١) "المفهم" ٣/ ١٨٣.
(٢) أخرج نحوه أبو الشيخ في "العظمة" (١١٥٢) من حديث بلال بن الحارث.
(٣) انظر: "معم ما استعجم" ٣/ ٩٣٠، "معجم البلدان" ٤/ ٩٨ - ٩٩.
(٤) في (ر): ثوبان. والمثبت من (ل).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة ٦/ ١٨٦ (٩٣٠٣).
(٦) في (ر): أنعم. والمثبت من (ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>