للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاء إلى عائشة فسلم على الباب فقالت عائشة: يا عبد الرحمن .. الحديث (١). (زوجي النبي - صلى الله عليه وسلم -) بحذف التاء من زوجي على اللغة الفصحى (أنهما قالتا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبًا) رواية البخاري وغيره: كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله (٢).

(قال عبد الله) بن محمد (الأذرمي في حديثه في رمضان) فيه أنه يجوز للصائم أن يجامع أهله في رمضان ويؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر (من جماع) أهله (غير احتلام) لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يحتلم، إذ الاحتلام من الشيطان، وهو معصوم منه، ولذلك قال: "الحلم من الشيطان"، وقيل في قولها: من غير احتلام إشارة إلى جواز الاحتلام عليه، وإلا لما كان لاستثنائه معنى، ورد بأن الاحتلام من الشيطان وهو معصوم منه.

وأجيب بأن الاحتلام يطلق على الإنزال [وقد يقع الإنزال] (٣) بغير رؤية شيء في المنام، وأرادت بالتقييد بالجماع المبالغة في الرد على من زعم أن فاعل ذلك عمدًا يفطر.

قال ابن دقيق العيد: لما كان الاحتلام يأتي للمرء على غير اختياره فقد يتمسك به من يرخص لغير المتعمد الجماع، فبين في هذا الحديث أن ذلك من جماع لإزالة هذا الاحتمال (٤).

(ثم يصوم) فيه دليل لما قاله الجمهور أن من أصبح جنبًا وهو صائم يغتسل ثم يتم صومه خلافًا لمن قال: يفطر ولا صوم له، واستدلوا بما في


(١) النسائي في "الكبرى" (٢٩٤٤).
(٢) "صحيح البخاري" (١٩٢٥).
(٣) زيادة من (ل).
(٤) "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" ص ٣٩٧، وانظر: "فتح الباري" ٤/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>