للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإخلاص، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواصل (١) وهو محرَّم على أمته، وقد كان رسول الله يترك بعض النوافل خوفًا أن تفرض على أمته إذا فعلوا اقتداء به، كما ترك القيام في رمضان بعد أن قام بهم ثلاثة أيام أو ليلتين ثمَّ لم يخرج إليهم وقال لهم: "إنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خفت أن يكتب عليكم فلا تقومون به"، أو كما قال، انتهى (٢).

وليس غضبه - صلى الله عليه وسلم - لسؤاله عما (٣) ينتفع به أو يعمل به، بل غضب عليه لأنه لم يفكر في أن مجيئه يحكم على الأمة الاقتداء به فيه والعمل به، والدين مبني على اليسر {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٤)، وكان ذلك مشهورًا عندهم كما في حديث أبي ثعلبة الخشني: "وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها". حديث حسن رواه الدارقطني وغيره (٥).

معناه: إنما سكت عن ذكرها رحمة بعباده ورفقًا حيث يوجبها عليهم حتى يعاقبهم على تركها، بل جعلها عفوًا، فإن تركها فلا حرج عليهم في تركها، وقوله: "فلا تبحثوا عنها"، أي: ولا تسألوا عنها، ويحتمل اختصاص هذا النهي من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنَّ السؤال عنها قد يكون سببًا


(١) زيادة من (ل).
(٢) "معالم السنن" ٢/ ١٢٩.
(٣) في (ر): ليس الدعاء.
(٤) الحج: ٧٨.
(٥) "سنن الدارقطني" ٤/ ١٨٣، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ١١٥، والطبراني في "مسند الشاميين" (٣٤٩٢) من طرق عن داود بن أبي هند، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني به.

<<  <  ج: ص:  >  >>